من تأملاتي عند سن الـ ٢٥
الخاطرة الثانية: أهداف تحققت بفضل الله
عندما أتأمل في سنين حياتي الماضية، أشعر بالإمتنان لنعم الله العظيمة عليّ. وأني مهما قلت ومهما فعلت فلن أوفيه سبحانه حقه من الشكر، وحتى تذكيره لي بأن أشكره وأحمده فإنها نعمة بحد ذاتها تستحق الشكر! إذ أنه من الممكن أن ينسيني شكره ويجعلني من الجاحدين أو الغافلين. فالحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه.
إن الدافع لي في كتابة هذه الخاطرة هو رغبتي في الإعتراف بفضل الله عليّ وبعض نعمه التي كانت أهدافًا بالنسبة لي وتحققت ولله الحمد. وآمل أن ألهم وأذكر نفسي وغيري بأن الله سبحانه وتعالى هو المنعم الرزاق الكريم الحكيم العليم الوكيل القادر المانع المعطي الوهاب اللطيف.
كنت أطمح للحصول على المركز الأول على مستوى مدرستي منذ كنت في المرحلة المتوسطة (كما تسمى في بعض الأنظمة بالمستوى السابع والثامن والتاسع) وجعلته هدفًا حاولت تحقيقه، ولكن لم أتمكن من الحصول عليه إلا في الصف الثاني الثانوي (المستوى الحادي عشر) فالله سبحانه هو المانع والمعطي. أما في الثانوية العامة فقد كنت أطمح وأهدف للحصول على المركز الأول على مستوى المملكة العربية السعودية، حيث كانت أسئلة الإمتحانات النهائية توضع بواسطة وزارة التربية والتعليم لتكون موحدة لكل مدارس المملكة وتتم الاختبارات في نفس التوقيت وعلى نفس المناهج. وتحقق ذلك الهدف بتوفيق من الله بحصولي على نسبة ١٠٠٪ فهو سبحانه الوكيل الوهاب.
وخلال دراستي الثانوية والجامعية جمعت قدراً من المعلومات من مواقع إلكترونية حول علم وتقنية النانو وأمثلة على تطبيقاتها. وبحثت في المكتبات عن كتب مطبوعة باللغة العربية عن علم وتقنية النانو فلم أجد، فطمحت لأن أنسق وأختصر ما جمعته من معلومات مع ذكر مصادرها وأطبع كتابًا مبسطًا ومختصرًا عنها فأسد النقص في المكتبة العربية، وتحقق ذلك الطموح بفضل الله وتمت طباعة كتابي (ما هي تقنية النانو؟) وبيعه في المكتبات السعودية ثم نشره مجانًا في شبكة الانترنت١ والحمد لله الرزاق الكريم.
وكنت أطمح لدراسة علم وتقنية النانو في مرحلة البكالوريوس ولكنه تخصص غير موجود في جامعات المملكة العربية السعودية لتلك المرحلة. وبما أنه يعتمد على الفيزياء والكيمياء- وكنت أحب الفيزياء أكثر من الكيمياء- لذلك اخترت دراسة الفيزياء في مرحلة البكالوريوس وأجلت طموحي للتخصص في أحد فروع علم وتقنية النانو إلى مرحلة الماجستير والدكتوراه.
وفي مرحلة البكالوريوس كنت أطمح للحصول على معدل عالي لأستطيع التقديم في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، فحصلت على درجة البكالوريوس في العلوم من قسم الفيزياء مع مرتبة الشرف الأولى بمعدل ٤.٨٨ من ٥ بفضل الله. وتحقق طموحي بقبولي في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في برنامج علم وهندسة المواد الذي يتضمن مواد النانو وكل ذلك تحقق بتيسير وتوفيق من الله سبحانه الحكيم العليم.
وخلال مرحلة الماجستير وحالياً مرحلة الدكتوراه شعرت وما زلت أشعر أن طموحي بالتخصص في أحد فروع علم وتقنية النانو قد تحقق ولله الحمد تحت مسمى علم وهندسة المواد، حيث استفدت واستمتعت بعدد من المقررات الدراسية عن تحضير مواد النانو وعن التصوير عند مقياس النانو بالمجاهر الإلكترونية وعن توصيف المواد وخاصة مواد النانو وعن استخدامها في مجال توليد وتخزين الطاقة. بالإضافة إلى أن المجال العام لبحثي العلمي والعملي لنيل درجة الدكتوراه هو عن تحضير وتوصيف واستخدام بعض مواد النانو لتطوير أجهزة تخزين الطاقة. واستفدت وأفدت غيري من الباحثين بنشر نتائج أبحاثي في عدة أوراق علمية متعلقة بهذا المجال في مجلات عالمية محكمة بتوفيق من الله٢ . وشاركت بأول ورقة علمية لي في مؤتمر دولي عن توليد وتخزين الطاقة في ألمانيا وفي العديد من معارض الملصقات العلمية المحلية٣ بتيسير من الله العزيز القادر .
وطموحي الحالي هو التخرج بدرجة الدكتوراه مع الاستمرار في الاستمتاع بالتعلم والبحث العلمي والعملي، والانطلاق لتحقيق أهداف جديدة قد أكتب عنها في الخاطرة التالية إن شاء الله.
ملاحظات:
١. كتابي (ما هي تقنية النانو؟) متوفر للتحميل المجاني
٢. أوراقي العلمية مذكورة باختصار هنا
٣. مشاركاتي في المؤتمرات والمعارض مذكورة باختصار هنا:
كتبت بواسطة نهى الحبشي في ذو القعدة ١٤٣٥هـ / September 2014 |