من تأملاتي عند سن الـ ٢٥

الخاطرة الثالثة والأخيرة: سأعود لتأليف الكتب إن شاء الله

ما هي المهنة أو الوظيفة التي أطمح للعمل بها في السنين القادمة إن شاء الله؟ سؤال سألته لنفسي ويسألني غيري عنه كثيرًا. فبعد تفكير عميق وتأمل طويل في المجالات التي أحبها والمهارات التي اكتسبتها بفضل الله (الرغبات والقدرات) واحتياجات المجتمع، قررت أن أعمل في مجال تأليف الكتب العلمية والفكرية. ولكن قبل أن أحدثك عن أفكاري لبعض المواضيع التي سأكتب عنها، سأجيبك عن بعض التساؤلات التي ربما تتبادر إلى نفسك الآن! مثل:

١- لماذا لا تصبحي من أعضاء هيئة التدريس في إحدى الجامعات؟ أو أن تصبحي باحثة في إحدى مراكز الأبحاث والتطوير التابعة للشركات الصناعية ومصانع المواد؟

ربما أجمع بين تأليف الكتب من منزلي وبين التدريس في جامعة أو البحث العلمي والتطوير في مركز أبحاث، ولكن بشرط أن أنسق وقتي وجهدي بينها بحيث لا يؤثر سلبًا على جوانب حياتي الأخرى (الصحية والعائلية والاجتماعية وحتى الترفيهية). أما إذا لم أستطع إعطاء كل جانب حقه بسبب طول ساعات الدوام في الجامعة أو مركز الأبحاث فإني سأختار تأليف الكتب من منزلي، فالمحافظة على توازن جوانب حياتي الطبيعية هو أمر مهم بالنسبة لي. وحتى أني أصبحت متحمسة لفكرة أن أعمل بحريتي وبتفرغ لتأليف الكتب.

٢- لماذا لم تكتفي بشهادة البكالوريوس إذا كنت تريدي أن تصبحي مؤلفة كتب؟! وهل ستفيدك شهادة الدكتوراة في مجال تأليف الكتب؟

كنت قد قررت إكمال دراستي لمرحلة الماجستير والدكتوراة لأتعلم عن هذا التخصص الذي أحبه وأفيد نفسي وغيري به، وليس للحصول بالشهادات على وظيفة حكومية أو لقب معين. وبالفعل تعلمت عنه ومازلت أتعلم ولن يتوقف تعلمي عنه بمجرد حصولي على شهادة الدكتوراه. وأفدت نفسي وغيري من الباحثين بنشر بعض نتائج أبحاثي العلمية في مجلات عالمية محكمة ولله الحمد^١. بالإضافة إلى مشاركتي في عدة معارض علمية محلية ومؤتمر دولي^٢. فالشهادة وما تتضمنه من مهارات ومعلومات تعلمتها ستفيدني بالتأكيد في تأليف كتب علمية موثقة ولها علاقة بتخصصي إن شاء الله.

٣- هل توفر لك مهنة تأليف الكتب مصدر دخل مالي؟ أو كيف ستلبين متطلباتك المادية بدون راتب مضمون؟!

ربما أربح من بيع كتبي وربما لا! كما يمكن لأي تاجر أن يربح أو لا، وكما يمكن لأي موظف (في القطاع الحكومي أو الخاص) أن يقبض راتبه أو أن يتم فصله ويخسر الراتب لأي سبب وفي أي وقت! فالأرزاق بيد الله سبحانه. صحيح أن نسبة الربح في مجال بيع الكتب قد تكون قليلة وغير مضمونة، ولكني مستعدة معنوياً ومادياً لخوض هذه المغامرة!

٤- هل يحتاج مجتمعنا للمزيد من الكتب والمؤلفين؟! هل أصبح لدى الناس الوقت أو الرغبة لقراءة الكتب أصلاً؟!

نعم يحتاج مجتمعنا لكتب في مجال علم وهندسة المواد وخاصة مواد النانو، وأيضاً يحتاج لطرح متجدد في مجالات فكرية مهمة. ونعم يوجد من الناس من يحب القراءة ويريد التعلم أوالاستمتاع بها. فمثلاً وحسب العدادات في مواقع رفع وتنزيل الملفات الإلكترونية^٣ لقد تجاوز عدد مرات تنزيل كتابي (ما هي تقنية النانو؟) ١٥٥٠٠ مرة، وتم تنزيل كتابي (يا من تكره الفيزياء) أكثر ١٢٠٠٠ مرة ولله الحمد منذ عام ١٤٣٢هـ ٢٠١١م إلى يومنا هذا (نحن الآن في أواخر عام ١٤٣٥هـ ٢٠١٤م)، بالإضافة لأنه ما تزال تصلني بين فترة وفترة رسائل إلكترونية من أشخاص أعجبوا واستفادوا من هذه الكتب بتوفيق من الله سبحانه الفتاح العليم.

كانت تجربتي السابقة في تأليف كتاب (ما هي تقنية النانو؟)^٤ وكتاب (يا من تكره الفيزياء)^٥ ونتائجها الإيجابية هي من أهم الدوافع التي شجعتني لاتخاذ قرار العودة لتأليف الكتب إن شاء الله، ويدفعني الحماس لهذا القرار إلى أن أبوح برغباتي وطموحاتي في هذا المجال:

سأعمل على تأليف كتب علمية باللغة العربية -إن شاء الله- عن التعريف بعلم وهندسة المواد (الذي يشمل مواد النانو) وأهميته وتطبيقاته وفرص العمل به. فقد لاحظت أنه تخصص غير معروف كثيرًا بالنسبة لطلاب المرحلة الثانوية وحتى لبعض طلاب مرحلة البكالوريوس فضلًا عن الكثير من أفراد المجتمع السعودي. وهو مجال مهم وجديد نوعاً ما ويحتاجه مجتمعنا، بالإضافة لحبي له وتخصصي فيه.

وأطمح لتأليف كتب فكرية أحاول من خلالها التأثير على فكر أكبر قدر ممكن من أفراد مجتمعاتنا العربية. وتكون عن عدة قضايا مهمة ومشاكل جوهرية تشغل تفكيري وتعاني منها المجتمعات، فأحب أن أتفرغ للبحث في أسبابها وأعراضها ونتائجها وأقترح حلولاً لها، والتوفيق بيد الله وحده.

وأحلم بتأليف روايات أدبية! لكني لن أفصح عن مواضيعها الآن! أحب أن يستمتع ويتسفيد منها أكبر عدد ممكن من الناس بتنوع أعمارهم واهتماماتهم. ولا مانع من أن أطلق العنان لخيالي لأحلم بأن يتم ترجمتها للغات عديدة، وحتى أن يتم اعتماد أحداثها في فيلم أو مسلسل محترم بإخراج مبدع!

ويكون القاسم المشترك بين كتاباتي في الكتب العلمية والفكرية وحتى الأدبية هو تذكير نفسي وغيري بأن نتعرف ونحب ونطيع الله خالقنا، عن طريق عبادته وتعمير أرضه وتطهير قلوبنا، وهكذا نعيش في سعادة حقيقية إلى الأبد. والله على كل شيء قدير، والله ولي التوفيق.

ملاحظات:

١. أوراقي العلمية مذكورة باختصار هنا

 http://annuha.net/load/scientific_papers/2

٢. مشاركاتي في المؤتمرات والمعارض مذكورة باختصار هنا

http://annuha.net/load/posters/6

٣. المواقع التي استخدمتها هي MediaFire و 4shared

٤. كتابي (ما هي تقنية النانو؟) متوفر للتحميل المجاني

http://annuha.net/load/1/1-1-0-1

٥. كتابي (يا من تكره الفيزياء) متوفر للتحميل المجاني

http://annuha.net/load/2/1-1-0-2