أسئلة مصيرية

أكتب هذه الكلمات وأنا أمر بمرحلة انتقالية أو مصيرية في حياتي: مرحلة انتقالي من الجلوس على مقاعد الجامعة كطالبة إلى الوقوف أمامها كأستاذة.. مرحلة انشغالي بمهام وظيفتي من تحضير الدروس وإعداد الأبحاث وإرشاد الطلبة.. وغيرها من المسؤوليات التي أعتبرها نِعمًا منحني إياها الله الوهاب الرزاق، وفي نفس الوقت يمتحني بها الله العليم الحكيم.

فأصبحتُ أسأل نفسي في أوقات تأملي: هل سأجد نفسي يومًا ما متقدمة ومنجزة في أمور مهنتي ومجتمعي على حساب التأخر والإهمال في أمور صحتي وأهلي؟! هل ستشغلني وظيفتي عن أنشطتي الأخرى كالتأليف والترفيه؟! هل سيقضي تكراري لتلك المهام الوظيفية على الاستمتاع بها والإبداع فيها؟! والسؤال الأهم: هل ستطغى في قلبي الرغبة في الترقية المادية على الترقية الروحية؟! وغيرها من الأسئلة.

لا يُعقل أن أجزم الآن بقول لا لن يحدث لي من هذه الأمور شيء! لأنني لا أعلم ماذا سيحدث لي غدًا فضلًا عما بعده. وما أخشاه حقًا ليس عدم تأكدي من الإجابات حاليًا، بل أخشى أن أغفل لاحقًا عن التفكير في هذه الأسئلة أصلًا! ونسيانها مع مرور السنين وانشغال تفكيري بأمور أخرى وازدحام وقتي بأعمال أكثر. فإذا نسيتها ستضيق عليّ الأرض بما رحبت وتضيق عليّ نفسي.

حينها كل ما أرجوه هو أن يلهمني الله أن أعيد قراءة هذه الخاطرة، ويذكِّرني بأن لا ملجأ من الله إلا إليه ويتوب علي لأتوب، إنه هو التواب الرحيم. ولا أملك الآن إلا أن أناجي الله عالم الغيب والشهادة بأني لا أريد أن تصبح إجاباتي على هذه الأسئلة بنَعَم بعد حين. لذلك قررت أن أستعين به وأحسن الظن به، فالله عند حسن ظن عبده به.

نهى علوي الحبشي

 محرم ١٤٣٩هـ /September 2017