السبت Saturday, 2024-Dec-21, 3:52 PM

    أهلاً بك ضيفWelcome  |  مجموعة الضيوفGroup  | RSS




   شبَكة النُّهى  Annuha.Net                        (رسائلي لأُولِي النُّهى (لأصحاب العقول الراجحة  My messages to Annuha owners (whom have wise minds) 


منشوراتي My Publications

الرئيسية » منشوراتي My Publications » مقالات Articles

رحلة التعلم: السلام الحقيقي
2017-Jul-24, 8:40 AM

تُقدم سلسلة مقالات

رِحْلَةُ التَّعَلُّم

الكاتبة: نُهى عَلوي الحِبشي

 

السلام الحقيقي

 

تعرفنا في مقالات الجزء الأول من سلسلة رحلة التعلم على متطلبات الرحلة الستة، ثم لخصنا مساراتها الأساسية والفرعية في الجزء الثاني، أما في الجزء الثالث فانتبهنا إلى صعوبات قد نواجهها أثناء سيرنا في الرحلة. ولكن عندما يقرأ شخصًا ما ويطبق جميع ما سبق ذكره في المقالات، هل ستنتهي رحلة تعلمه بمجرد حصوله على شهادة دراسية وفرصة مهنية في مجال مناسب لقدراته وميوله؟

 

أعتقد أننا جميعًا بتنوع أعمارنا وثقافاتنا نريد أن نعيش بسلام، سلامٍ داخليٍّ وخارجيّ، أي في تصالحٍ داخليٍّ بين قناعاتنا وسلوكياتنا؛ حتى نتفادى لومَ أنفسنا وننال الطمأنينةَ والرضا والسعادة، وفي تصالحٍ خارجيٍّ مع من حولنا؛ حتى ندفع ضرَّهم ونكسب نفعَهم ووُدَّهم. وفي الواقع إن حصولنا على شهادات دراسية وفرص مهنية فقط لا يكفي لنعيش بسلام حقيقي، وبالمثال يتضح المقال:

 

مِن الناس مَن حصل على شهادة ومهنة في مجاله المفضل وينعم وعائلته بالصحة والأمن والمال وربما غيرها من النعم المادية المهمة، ولكنه قد يحب الدنيا لِذَاتها ولِلَذَّاتها، فيتعلق قلبه بمظاهر الدنيا الفانية مثل حب المال أو الشهوة أو الشهرة أو المنصب. وإذا كان هذا الحب يَدنو بروحه أو يَهبط بأخلاقه فهو حب يحرم الإنسان من العيش بسلام. ففي حالة عدم نجاحه في الحصول على ما يحب قد لا يشعر بسلام داخلي بل بحقد وحسد أو إحباط واكتئاب، وإذا حصل عليه بطرق غير مشروعة أو لأغراض دنيئة فأيضًا قد لا يشعر بسلام داخلي بل بتأنيب ضميره، ولا بسلام خارجي بل بنفور الآخرين منه أو معاداتهم وبغضب الله تعالى وعذابه عليه إن لم يستغفر الله.

 

لذلك فإن العيش بسلام حقيقي لا يتم فقط بتحقيق المتطلبات الستة لرحلة التعلم واختيار أحد مساراتها والتغلب على صعابها، بل أيضًا بتحقيق ما يلي:

  • تخلية القلب من المهلكات

مثل حب الدنيا المذموم والغفلة عن الله والرياء والكِبر والحسد والسخط وخوف الفقر وغيرها. وهي أمراض مهلكة من حيث أنها تفسد علاقة الإنسان بخالقه وبنفسه وبغيره وتهلكه في الدنيا والآخرة، وأيضًا هي أمراض خفية لأنها قد تصيب الإنسان بدون أن يشعر بها. فعلينا أن نواصل رحلة التعلم بتعلم كيف نتجنبها أو نطهر قلوبنا منها، ولا يكفي مقال واحد ولا عشرة مقالات للتعريف بكل المهلكات الخفية، فلكل منها تعريف ومسببات وأعراض وأخطار وطرق علاج.

  • تحلية القلب بالمنجيات

مثل محبة الله ورسوله والتوبة والخوف والرجاء والصبر والشكر والتوكل والإخلاص والصدق وغيرها. وهي أنوار تنير الطريق للإنسان فتنجيه في الدنيا والآخرة. وتفاصيل المهلكات والمنجيات مذكورة في كتب علم التزكية وفي دروس العلماء الذين لهم سند متصل روايةً ودرايةً وتزكيةً إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. من الكتب المرجعية كتاب إحياء علوم الدين للإمام أبي حامد محمد بن محمد الغزالي (مُتوفَّى 505هـ/1111م)، ومن الدروس المرئية برنامج ثورة على النفس للباحث معز مسعود.

 

إن المقصد الأسمى من رحلة التعلم هو الوصول إلى السلام ذي الجلال والإكرام. فالسلام اسم من أسماء الله الـحُسنى. كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلَاتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلَاثًا وَقَالَ: «اللهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ» (رواه مسلم). ومن معاني اسم الله السلام التي شرحها د. محمد النابلسي في أحد دروسه: "أول معنى أنّ ذاته جل جلاله تنزهت عن كل عيب وصفاته تنزهت عن كل نقص وأفعاله تنزهت عن كل شر، أي شر ؟ هذا الشر المطلق أما الشر الهادف ؟ فهذا علاج والعلاج دائما مر، من المعاني الأخرى: أنه ذو سلامة أي يمنح السلامة لعباده إما في خلقهم كما تحدثنا قبل قليل وإما في نفوسهم فذكر الله يورث الأمن والطمأنينة والسلامة. والآن فالاتصال بالله ينقي النفس من عيوبها من البخل من الشح من الحقد من الضغينة من الحسد من الكبر هذه الصفات الذميمة التي يشقى بها الإنسان"[1].

اللهم نسألك باسمك السلام أن تمن علينا بالسلام، وتدخلنا دار السلام مع رسولك عليه الصلاة والسلام.

 

[1] د. محمد راتب النابلسي، العقيدة الإسلامية، موقع موسوعة النابلسي، أسماء الله الحسنى 1996، الدرس (03-99) : اسم الله السلام، بتاريخ 1991-01-21.


مقالات رحلة التعلم

annuha.net/index/the_learning_journey/0-8


 

الفئة: مقالات Articles | أضاف: نهى
مشاهده: 1671 | تحميلات: 0 | الترتيب: 0.0/0
مجموع التعليقات: 0
الاسم Name *:
البريد الإلكتروني Email:
كود Security Code *:
طريقة الدخول
بحث Search
تصويت Vote
هل استفدت من موقعي؟ Have you benefited from my website?
مجموع الردود: 52
إحصائية Statistic

مجموع المتصلين الآن Online Total 1
زوار Guests 1
مستخدمين Users 0