السبت Saturday, 2024-Dec-21, 3:36 PM

    أهلاً بك ضيفWelcome  |  مجموعة الضيوفGroup  | RSS




   شبَكة النُّهى  Annuha.Net                        (رسائلي لأُولِي النُّهى (لأصحاب العقول الراجحة  My messages to Annuha owners (whom have wise minds) 


منشوراتي My Publications

الرئيسية » منشوراتي My Publications » مقالات Articles

رحلة التعلم: الذكاء والقدرات العقلية
2017-Mar-13, 3:46 AM

تُقدم سلسلة مقالات

رِحْلَةُ التَّعَلُّم

الكاتبة: نُهى عَلوي الحِبشي

 

الذكاء والقدرات العقلية

ماذا نعني بالذكاء؟

معنى الذكاء في اللغة العربية "ذَكاء: قدرة على التحليل، والتركيب، والتمييز، والاختيار، والتكيف إزاء المواقف المختلفة".[1] وأطلق د.هوارد جاردنر (Dr.Howard Gardner)[2] مصطلح ذكاءات (Intelligences) على مجموعة من القدرات أو المواهب أو المهارات العقلية التي تصف كفاءة معرفية بشرية، وقسم هذه المجموعة –بناء على معايير حددها في نظريته– إلى ذكاءات متعددة وهي:

  • ذكاء جسمي-حركي (Bodily-Kinesthetic Intelligence)
  • ذكاء منطقي-رياضي (Logical-Mathematical Intelligence)
  • ذكاء لغوي (Linguistic Intelligence)
  • ذكاء مكاني (Spatial Intelligence)
  • ذكاء شخصي خارجي (Interpersonal Intelligence)
  • ذكاء شخصي داخلي (Intrapersonal Intelligence)
  • ذكاء موسيقي (Musical Intelligence)
  • ذكاء طبيعي (Naturalist Intelligence)

وللتعرف على معنى كل نوع منها، فإني أشجعك على أن تقرأها من مصادرها الأصلية –مثل كتب وموقع المؤلف السابق ذكره– أو من المصادر المترجمة أو المبسطة؛ فمحاولات بحثنا عن المعلومات تعتبر من طرق التعلم النشط.

 

لماذا نهتم بذكائنا؟

للذكاء دور أساسي في نجاح العديد من أمور حياتنا التي نحتاجها خلال رحلة التعلم والسلام، مثل: الإنتاج الإبداعي، والتعلم الفعال، وحل المشكلات. وفيما يلي توضيح مختصر لدور الذكاء في كل منها:

  • الإنتاج الإبداعي

يتضمن الذكاء القدرة على تشكيل منتجات إبداعية ذات قيمة في سياق ثقافي أو مجتمعي، وإن إبداع المنتجات الثقافية يسمح بالتقاط ونقل المعرفة، والتعبير عن استنتاجات أو معتقدات أو مشاعر الفرد.[3]  ولا شك أن للمنتجات الثقافية الإبداعية أهمية في التأثير على الفرد والمجتمع وفي تشكيل الحضارة الإنسانية.

  • التعلم الفعال

لم تعد مراكمة وحفظ المعلومات هدفًا في حد ذاته؛ بسبب الكم الهائل من المعلومات المتوفرة عبر العديد من الوسائل، كالكتب والشبكة الدولية للمعلومات ووسائل الإعلام وغيرها. بل أصبحت النقطة الأساسية هي فهم معنى ودلالة هذه المعلومات، والتعامل معها بشكل إيجابي.[4] ولا يتم هذا الفهم والتعامل الإبداعي بدون قدرات عقلية كالذكاء. ومن المهم أن ندرك أن لكل إنسان أنواع متعددة ومستويات مختلفة من الذكاء. وكل نوع من أنواع الذكاء يستجيب بفعالية لطرق التعلم المناسبة له أكثر من استجابته للطرق الأخرى؛ فلا نتوقع أننا جميعًا يمكننا تعلم نفس المعلومات بنفس طريقة التعلم وبنفس مستوى الإتقان.

  • حل المشكلات

أصبح التعامل مع الكثير من المتغيرات والمعلومات في وقت واحد متطلبًا للتعامل مع أي مشكلة معقدة نسبيًا. وللعلميات المعرفية كالذكاء دور كبير في التعامل مع المتغيرات والمعلومات للتخطيط لمواجهة المشاكل.[5] وكلما يزداد تعقيد المشكلة تزداد المتغيرات والمعلومات المرتبطة بها؛ وبالتالي نحتاج إلى استخدام قدر عالٍ من الذكاء للتعامل مع كل المتغيرات والمعلومات في وقت محدود.

 

كيف ننمي ذكاءنا؟

إن مراحل نمو ذكاء الإنسان تمتد منذ الطفولة وحتى الشيخوخة. ولا يتم هذا النمو بمعزل عن جوانب أخرى يجب وضعها في الاعتبار عند تقييم إمكانيات النمو واحتمالات التدهور، ومن هذه الاعتبارات:[6]

  • مستوى الصحة العامة
  • الأمراض العقلية
  • مستوى الذكاء لدى الفرد
  • نوع المهنة التي يمارسها
  • نوعية الحياة التي يعيشها

وأثبت د. ستيفن سيسي (Dr. Stephen Ceci) في أبحاثه –لخص وترجم منها د. محمد طه–[7] أن عوامل السياق والدافعية لها دور كبير في نمو الذكاء، ووضح كيفية تفاعلها مع العوامل الوراثية. والمقصود بالسياق هنا أي الأفراد والموضوعات والرموز في البيئة المحيطة بالإنسان، أما الدافعية فتعبر عن الهدف الذي يدفع الإنسان للاستفادة من إمكانياته العقلية وتشكيلها بما يخدم تحقيق هدفه.

وتشير الدراسات إلى أهمية تقييم ذكاء الإنسان في إطار مفهوم الذكاء السائد في ثقافته؛ حيث أن الإصرار على مفهوم ومعايير عامة للذكاء عند كل الناس في كل الثقافات قد يؤدي إلى اعتبار إنسان ما بأنه غير ذكي بالنسبة للمعايير العامة، في حين أنه يعتبر ذكيًا بالنسبة لمعايير خاصة بحاجات مجتمعه وخصائصه.[8]

يمكننا تحديد مستوى الذكاء لدينا بشكل تقريبي عن طريق إجراء اختبارات الذكاء، بشرط أن تكون الاختبارات مقدمة من جهات متخصصة وموثوقة ومصممة للمجتمعات والثقافات التي نعيش فيها.

ويمكننا تحديد وتنمية الذكاء أيضًا بواسطة تقويم مستمر الفعالية لإمكانية التعلم (Dynamic Assessment of Learning Potential). يعتمد هذا التقويم على ادماج قدر من المساعدة –التعليم والتغذية المرتدة– مع عملية الاختبار، بحيث تكون المساعدة المقدَّمة مشروطة على حسب أداء الفرد الممتحَن وعلى إمكانيته للتحسن.  يقيس الاختبار مدى قابلية قدراته للتحسن والتعديل، وليس فقط قدراته الحالية المكتسبة قبل الاختبار التي تقيسها الاختبارات التقليدية للذكاء. وتوجد طريقتان لهذا التقويم، طويل المدى وقصير المدى.

  • تقويم طويل المدى

يتم اختبار الفرد اختبارًا أوليّا يشبه اختبارات الذكاء التقليدية، ثم يتم مساعدة الفرد على التعلم حسب جوانب ضعفه في الاختبار الأولي، ثم يتم اختبار الفرد مرة أخرى اختبارًا مشابهًا للاختبار الأولي. ويدل الفرق بين نتائج الاختبارين على مقدار إمكانية الفرد للتعلم وعلى مستوى قدراته.

  • تقويم قصير المدى

عندما يجد الفرد صعوبة في حل أحد أسئلة الاختبار، يتم في نفس جلسة الاختبار تقديم فقرات تدريبية تساعد الفرد على التمكن من المهارات المطلوبة للإجابة عليها – وليس تقديم الإجابة الصحيحة للفرد مباشرة– حتى يتعلم الفرد ويستطيع الانتقال لمستوى الأسئلة الأصعب. وإذا لم يستطع الاستفادة من المساعدة، يتم الانتقال لأسئلة مكافئة وليست أصعب، أو إيقاف الاختبار. لذلك فإن نتيجة الاختبار تعتمد على عدد الأسئلة التي أجاب عليها، وعلى عدد ونوع المساعدات التي احتاجها، وعلى عدد ونوع الأخطاء التي قام بها، وعلى الوقت المستغرق للاختبار. وتدل نتيجة الاختبار على إمكانية الفرد للتعلم وعلى مستوى قدراته .[9]

بالإضافة إلى ما سبق ذكره من اختبارات وتقويم للذكاء، يوجد العديد من برامج تنمية الذكاء التي تعتمد على إعادة تنظيم التفكير وليس فقط ممارسته. لذلك قبل أن نبدأ في تطبيق أحد برامج تنمية الذكاء، علينا التأكد من أن منهج البرنامج يتضمن ما أشار إليها د. بيركنز ود. غروتزر (Dr. Perkins and Dr. Grotzer):[10]

  • استراتيجيات معرفية (Cognitive Strategies)

وهي خطط شاملة لإعادة تنظيم التفكير، عن طريق تعلم مهارات التفكير الفعالة لحل المشكلات، واتخاذ القرار، وتنمية الذاكرة.

  • الوعي بعمليات المعرفة (Metacognition)

أي مراقبة الفرد لاستراتيجيات تفكيره، وإعادة توجيهها عند الضرورة، وتقويمها بعد الانتهاء من حل المشكلة.

  • الاستعدادات (Disposition)

وهي معتقدات الفرد حول طرق التفكير السليمة، وكيفية القيام بها، والميل إلى متابعتها حتى الوصول إلى نتيجة، وإلى الحساسية للفروق بين أنواع المشكلات المختلفة.

  • التفكير الموزع (Distributed Cognition)

باستخدام الوسائل المساعدة كالأوراق والملخصات وأخذ الملاحظات واستشارة الخبراء في إعادة تنظيم التفكير.

  • انتقال أثر التدريب (Transfer of Training)

يتم إعادة تنظيم التفكير أيضًا عن طريق انتقال أثر التدريب من برامج تنمية الذكاء إلى تطبيقات ومواقف ممكنة في الحياة.

وقديمًا أكد الإمام الغزالي[11] –الـمُتوفَّى في عام 505هـ/1111م– على أهمية فهم طرق التفكير حين قال: "الباعث على تحرير هذا الكتاب الملقَّب بمعيار العلم غرضان مهمان: أحدهما: تفهيم طرق الفكر والنظر، وتنوير مسالك الأقيسة والعبر؛ فإن العلوم النظرية لمَّا لم تكن بالفطرة مبذولة وموهوبة، كانت لا محالة مُستحصلة مطلوبة، وليس كلُّ طالبٍ يُحسن الطلب، ويهتدي إلى طريق المطلب".

ومن الجدير بالذكر أن العديد من القدرات العقلية يمكن للفرد أن ينميها بواسطة برامج تنمية الذكاء، حتى تصل القدرات إلى أعلى حد متاح له حسب إمكانياته الوراثية المتوفرة لديه، واعتمادًا على العوامل المختلفة في البيئة.[12]

 

وفي ختام هذا المقال أشجعك على التعرف أكثر على أنواع الذكاء والقدرات العقلية ومهارات التفكير، وعلى كيفية تنميتها، من مصادر تعلم إضافية مثل:

  • أ.د. جودت أحمد سعادة، تدريس مهارات التفكير (مع مئات الأمثلة التطبيقية)، ISBN 978-9957-00-397-5، دار الشروق، عمّان، الطبعة العربية الأولى، الإصدار السابع، 2015.
  • د. محمد علي العبد، و د. سامية ندا شهوان، كيف نتعلم التفكير ونعلمه؟ (للآباء والمعلمين)، ISBN 978-603-8020-55-5، دار قرطبة، الرياض، الطبعة الأولى، 1434ه، 2013.
  • Dr. Howard Gardner, Multiple Intelligences: The First Thirty Years, Official Authoritative Site of Multiple IntelligenceS, http://multipleintelligencesoasis.org/ , 2011.
  • Dr. Raegan Murphy, Dynamic Assessment, Intelligence, and Measurement, ISBN 978-0-470-68308-8, Wiley-Blackwell, Oxford, 2011.

 

 


[1]  د. أحمد مختار عمر وفريق عمل، معجم اللغة العربية المعاصر، 1969- ذ ك و، ISBN 977-232-626-4، المجلد الأول، عالم الكتب، القاهرة، الطبعة الأولى، 1429هـ/2008م،صفحة 817.

[2] Dr. Howard Gardner, Multiple Intelligences: New Horizons in Theory and Practice, ISBN 978-0465047680, Basic Books, New York, reprint edition, 2006, pages 8-27.

[3]  Dr. Howard Gardner, the previous reference, page 9.

[4]  د. محمد طه، الذكاء الإنساني: اتجاهات معاصرة وقضايا نقدية 99906-0-198-4  ISBN، سلسلة عالم المعرفة، الكويت، العدد 330، 1427هـ/2006م، صفحة 248.

[5]  د. محمد طه، المرجع السابق، صفحة 248.

[6]  د. محمد طه، المرجع السابق ، صفحة 210.

[7]  د. محمد طه، المرجع السابق، صفحات 244-246.

[8]  د. محمد طه، المرجع السابق، صفحة 169.

[9]  د. محمد طه، المرجع السابق، صفحة 260.

[10]  د. محمد طه، المرجع السابق، صفحات 224-225.

[11]  الإمام أبي حَامد محمَّد بن محمَّد الغزالي (مُتوفَّى 505هـ/1111م)، مِعيارُ العِلم في فنِّ الـمنطِق، قَدَّم لَهُ وَضَبَطَهُ وَشَرَحَهُ د. صَلَاح الدِّين الهَوَّاري، ISBN 978-614-414-573-9، المكتبة العصرية، بيروت، 1436هـ/2015م، صفحات 17-18.

[12]  د. محمد طه، مرجع سابق، صفحة  226.


 المقال التالي

الحرص وحب الاستطلاع

annuha.net/load/articles/lj2/4-1-0-38


               

الفئة: مقالات Articles | أضاف: نهى
مشاهده: 2116 | تحميلات: 0 | الترتيب: 0.0/0
مجموع التعليقات: 0
الاسم Name *:
البريد الإلكتروني Email:
كود Security Code *:
طريقة الدخول
بحث Search
تصويت Vote
هل استفدت من موقعي؟ Have you benefited from my website?
مجموع الردود: 52
إحصائية Statistic

مجموع المتصلين الآن Online Total 1
زوار Guests 1
مستخدمين Users 0