الجمعة Friday, 2024-Apr-26, 0:34 AM

    أهلاً بك ضيفWelcome  |  مجموعة الضيوفGroup  | RSS




   شبَكة النُّهى  Annuha.Net                        (رسائلي لأُولِي النُّهى (لأصحاب العقول الراجحة  My messages to Annuha owners (whom have wise minds) 


منشوراتي My Publications

الرئيسية » منشوراتي My Publications » مقالات Articles

رحلة التعلم: الحرص وحب الاستطلاع
2017-Mar-20, 4:00 AM

تُقدم سلسلة مقالات

رِحْلَةُ التَّعَلُّم

الكاتبة: نُهى عَلوي الحِبشي

 

الحرص وحب الاستطلاع

 

ماذا نعني بالحرص وحب الاستطلاع؟

يقال في اللغة العربية: حَرِصَ على الشَّيء أو حَرَصَ عليه أي اهتمَّ به واشتدت رغبتُه فيه.[1] فمعنى الحرص يتضمن الرغبة الشديدة والاهتمام. وعندما تتوجه الرغبة الشديدة إلى التعلم يسمى بالحرص على التعلم، أو حب الاستطلاع أي "الميل إلى الاطلاع والمعرفة".[2] وهو ما يعبر عنه في علم النفس: "حب الاستطلاع هو أحد مظاهر الدافعية المعرفية يشير إلى رغبة الفرد الملحة للمعرفة والفهم عن طريق طرح عديد من الأسئلة التي تشبع رغبته في الحصول على مزيد من المعلومات عن نفسه وعن بيئته وقد يتأتى ذلك عن طريق إثارة رمزية أو إثارة غير رمزية تتسم بعدم الاتزان والجدة وعدم الألفة والتناقض والتعقيد."[3]

 

لماذا نهتم بالحرص وحب الاستطلاع؟

تكمن أهمية الحرص على التعلم وحب الاستطلاع في أنه ييسر وظائف عقلية معرفية مثل:[4]

  • الانتباه
  • التمييز
  • الابتكار
  • تشغيل المعلومات
  • الإنجاز
  • رفع مستوى الخبرات
  • تذكر الخبرات طويلة المدى
  • التحصيل الأكاديمي المرتفع
  • رفع مستوى الفهم العام والخاص

بالإضافة إلى ما سبق، فإن الحرص على التعلم وحب الاستطلاع يشكل باعثًا على البحث عن المعرفة، ويحفز على الاستغراق في طلبها.[5] فهذا المفتاح يبعث الإثارة والنشاط والرغبة الشديدة لنبدأ رحلة التعلم، ثم يشجعنا على الاستمرار والاستمتاع في الرحلة وعدم العجز أو التكاسل أو الملل. فالرغبة الشديدة تجعل الشخص يركز بشدة في نشاط معين وتساعده في الشعور بحالة التدفق النفسي، التي عرَّفها د.  ميهالي تشكزنتميهالي (Dr. Mihaly Csikszentmihalyi) بأنها "حالة من الاستغراق التام في المهام أو الأعمال التي يقوم بها المرء تنتابه عندما يكون هناك توازنًا بين مهاراته والتحديات، كما تتضمن خبرة العمل بكامل الطاقات والإمكانيات." [6]

 

كيف نقوي الحرص وحب الاستطلاع؟

من أهم ما يدفعنا إلى الحرص على التعلم وحب الاستطلاع: هو الرغبة الفطرية في أي فرد منَّا لإشباع فضوله، وشعوره بلذة عند تعرفه على شيء جديد، واستفادته منه. فقد أظهرت نتائج تجارب علمية حديثة قام بها د. ليونيد برلفسكي (Dr. Leonid Perlovsky) وزملاؤه أن إشباع حب الاستطلاع خلال اكتساب المعرفة يجلب لذة ويمكن أن يُحسن اتخاذ القرار:

"The satisfaction of curiosity through acquiring knowledge brings pleasure and could improve decision making." [7]

فعلى سبيل المثال، عندما نتأمل آية منظورة كطائر يحلق، أو نتفكر في هذه الآية المقروءة من سورة الأنعام: "وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38) "، أو عندما نتأمل في آية منظورة كهطول المطر، أو نتفكر في هذه الآية المقروءة من سورة فاطر: "وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَىٰ بَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ كَذَٰلِكَ النُّشُورُ (9) "، عندما نتأمل ونتفكر في ما سبق، قد يتولد لدينا حب استطلاع وفضول لمعرفة كيف يطير الطائر أو كيف يُمطر المطر. وعندما نُشبع هذا الحب والفضول بأن نفهم المعلومات التي تفسر طبيعة هذه المخلوقات والظواهر، نشعر بلذة المعرفة، بل وقد نستفيد منها، مثل ما حدث في اختراع الطائرات المستلهمة من الطيور. أما عندما يتم تلقيننا المعلومات قبل إثارة التساؤل فينا وقبل الشعور بحب الاستطلاع – كما يحدث في بعض المدارس – فإننا قد لا نشعر بلذة المعرفة.

ويمكننا تقوية الحرص على التعلم وحب الاستطلاع بتفعيل وتكرار وسائل محفزة مثل:[8]

  • استخدام مواد مثيرة لانتباهنا (معلومات أو صور جديدة، ومدهشة، وغامضة)
  • التدرب على طرح الأسئلة والحوار
  • المساندة الاجتماعية (البعد عن تجاهل الأسئلة أو الاستخفاف بها)
  •  زيارة المتاحف والآثار والمكتبات
  • استخدام برامج وخبرات علمية

 

وبهذا نرى أن استخدام المفتاح الأول – في المقال السابق – وهو الذكاء والقدرات العقلية يؤدي إلى امتلاك المفتاح الثاني وهو الحرص على التعلم وحب الاستطلاع. أي عندما نتأمل ونتفكر في أنفسنا وفيما حولنا بذكاء وتعقُّل وبوسائل محفزة، سنشعر فطريًا برغبة شديدة في التعرف على أنفسنا وما حولنا ونثير اهتمامنا بالتعلم.

 

 

[1]  د. أحمد مختار عمر وفريق عمل، معجم اللغة العربية المعاصرة، 1366- ح ر ص، ISBN 977-232-626-4، المجلد الأول، عالم الكتب، القاهرة، الطبعة الأولى، 1429هـ/2008م، صفحة 473.

[2]  د. أحمد مختار عمر وفريق عمل، المرجع السابق، 3226- ط ل ع، صفحات 1409-1410.

[3]  د. خيري المغازي بدير عجاج، دافعية حب الاستطلاع (الابتكارية الأولية) المفاهيم النظرية والتدريبات، ISBN 977-05-1736-4، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، 2000م، صفحة 16.

[4]  د. خيري المغازي بدير عجاج، المرجع السابق، صفحة 76.

[5]  د. عبد اللطيف حسين حيدر الحكيمي، رحلة في دنيا المعرفة: أنيروا عقول المتعلمين قبل أن يظلم المستقبل، ISBN 9960-15-600-1، مكتب التربية العربي لدول الخليج، الرياض، 1437هـ/2015م، صفحة 106.

[6]  د. محمد السعيد عبد الجواد أبو حلاوة، حالة التدفق: المفهوم، الأبعاد والقياس، State of Flow: Construct, Dimensions, and Assessment، إصدارات شبكة العلوم النفسية العربية، العدد 29، 2013م، صفحات 13-19.

[7] Dr. L. I. Perlovsky, Dr. M. C. Bonniot-Cabanac and Dr. M. Cabanac, Curiosity and Pleasure, DOI: 10.1109/IJCNN.2010.5596867, The 2010 International Joint Conference on Neural Networks (IJCNN), Barcelona, 2010, pages 1-3.

[8]  د. خيري المغازي بدير عجاج، مرجع سابق، صفحة 81.


 المقال التالي

الاجتهاد والمثابرة

annuha.net/load/articles/lj3/4-1-0-39


 

الفئة: مقالات Articles | أضاف: نهى
مشاهده: 1739 | تحميلات: 0 | الترتيب: 0.0/0
مجموع التعليقات: 0
الاسم Name *:
البريد الإلكتروني Email:
كود Security Code *:
طريقة الدخول
بحث Search
تصويت Vote
هل استفدت من موقعي؟ Have you benefited from my website?
مجموع الردود: 52
إحصائية Statistic

مجموع المتصلين الآن Online Total 1
زوار Guests 1
مستخدمين Users 0