الأربعاء Wednesday, 2024-Apr-24, 2:14 PM

    أهلاً بك ضيفWelcome  |  مجموعة الضيوفGroup  | RSS




   شبَكة النُّهى  Annuha.Net                        (رسائلي لأُولِي النُّهى (لأصحاب العقول الراجحة  My messages to Annuha owners (whom have wise minds) 


منشوراتي My Publications

الرئيسية » منشوراتي My Publications » مقالات Articles

رحلة التعلم: الانطباعات الأولية
2017-Jul-17, 2:57 PM

تُقدم سلسلة مقالات

رِحْلَةُ التَّعَلُّم

الكاتبة: نُهى عَلوي الحِبشي

 

الانطباعات الأولية

عندما نلتقي بأحد الأشخاص لأول مرة ونُكوِّن انطباعًا أوليًا عنه قد نغير هذا الانطباع للأفضل أو للأسوأ بعد التعرف أكثر على الشخص، وقد لا نغيره إذا كان اللقاء الأول واضحًا وحقيقيًا وشاملًا. وكذلك مسارات رحلة التعلم أو المجالات الدراسية والمهنية قد نغير انطباعاتنا الأولية عنها إيجابيًا أو سلبيًا بعد التعرف عليها أكثر. فعلى سبيل المثال:

1. في الدروس الأولى من أي مادة دراسية، قد يتكون لدى الطالب انطباعًا أوليًا عن هذه المادة بأنها سهلة ومثيرة للاهتمام، ومع تقدم الدروس قد يغير انطباعه عنها ويراها صعبة ومملة. بينما قد يحدث العكس عند طالب ثانٍ يعتبر نفس المادة صعبة ومملة في البداية ثم تصبح سهلة ومثيرة بالنسبة له. أما بالنسبة لطالب ثالث فإن انطباعاته الأولية عن تلك المادة قد تظل ثابتة طوال حياته ويعتبرها انطباعاته النهائية!

2. يتعامل الطالب في مراحل دراسته مع المعلمين والأطباء والتجار وغيرهم من أصحاب المهن الظاهرة للمجتمع بوضوح، وقد يتخرج الطالب من المدرسة بدون التعامل المباشر مع العلماء والباحثين والكُتَّاب وغيرهم من المختصين في المجالات المؤثرة في المجتمع بطرق غير مباشرة. لذلك قد يتكون لدى الطالب انطباعًا أوليًا عن بعض المهن بأنها مربحة ماديًا بينما يعتبر مهن أخرى غير مربحة.

3. عند افتتاح تخصص دراسي جديد في جامعة أحد المدن، قد يتكون لدى الطالب انطباعًا أوليًا عن هذا التخصص بأنه تخصص مطلوب بشدة في سوق العمل لهذه المدينة. أما الطالب الثاني فانطباعه الأولي يتلخص في أن هذا التخصص الجديد يحتاج لوقت طويل حتى يتم استحداث فرص وظيفية له في هذه المدينة. ويعتقد طالب ثالث أن لا علاقة مضمونة بين افتتاح تخصصات دراسية واستحداث فرص وظيفية!

 

من الجدير بالذكر أن الانطباعات السابقة عن المجالات الدراسية والمهنية تعتمد على عوامل داخلية مثل ميول الطالب وقدراته، وتعتمد أيضاً على طرق لقائه الأول بأي مجال وهي عوامل خارجية تحيط بالطالب مثل أسلوب شرح المعلم أو الكتاب أو التعليقات المتداولة في المجتمع عن المجالات الدراسية والمهنية. وكل من العوامل الداخلية والخارجية تتفاوت بين الطلاب، وبالتالي لا يمكن تعميم الحكم على انطباع ما بأنه خاطئ أو صحيح بالنسبة لكل الطلاب. بدلًا عن ذلك يمكن تقييم صحة الانطباع الأولي عن تخصص معين بالنسبة لطالب معين. وللتوضيح تبعًا للأمثلة السابقة:

1. إذا كان انطباع الطالب عن مادة دراسية معينة بأنها صعبة ومملة بسبب عوامل خارجية مثل سوء شرح المعلم فقد يكون انطباعًا خاطئًا بالنسبة لهذا الطالب، لأنه قد يغير انطباعه عنها إذا غير العوامل الخارجية مثل التعلم من أستاذ متميز بالشرح الواضح والـمُشوِّق. أما إذا استمر انطباعه عنها بأنها صعبة ومملة بسبب عوامل داخلية مثل اختلاف قدراته العقلية وميوله فإن انطباعه عنها صحيح بالنسبة له ولا يعتبر نقصًا في الطالب بل هو كاختلاف المواهب والأذواق مع تنوع المواد الدراسية.

2. إذا اعتبر الطالب بعض المهن غير مربحة بسبب عوامل خارجية مثل فقر أصحاب هذه المهن في مجتمعه فقد يكون انطباعه عنها خاطئًا، لأنها قد تكون مربحة في مجتمع آخر يحتاجها ويقدرها. أما إذا اعتبرها غير مربحة بسبب عوامل داخلية كبساطتها وعدم تطلبها قدرات عالية أو موارد غالية فإن انطباعه عنها قد يكون صحيحًا، ولا يقلل هذا من أهمية تلك المهن وشرف العامل بها. كما أخرج البخاري عن أبو هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَأَنْ يَحْتَطِبَ أَحَدُكُمْ حُزْمَةً عَلَى ظَهْرِهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ أَحَدًا فَيُعْطِيَهُ أَوْ يَمْنَعَهُ".

3. إذا كان انطباع الطالب عن الفرص الوظيفية لتخصص معين معتمد على توقعاته الشخصية وتعليقات مَن حوله مِن غير المختصين فقط فإن انطباعه قد يكون خاطئًا بالنسبة لذلك التخصص، لأن الفرص الوظيفية متعلقة بمتغيرات عديدة قد لا ينتبه لها عامة المجتمع. أما إذا اعتمد على آراء خبراء مختصين في المجال فإن انطباعه عنه يكون صحيحًا غالبًا.

 

لاحظتُ أن مِن أفراد المجتمع مَن يتسرع في تحديد مجال دراسته أو عمله بناء على انطباعاته الأولية عنها قبل التحقق من صحتها. وقد يؤدي تسرعه ذاك إلى التعثر أثناء رحلة التعلم في مسار لا يناسب ميوله وقدراته، أو لا يوصله إلى أهدافه الشخصية وطموحاته المهنية، أو يفوت على نفسه اختيار مجال يناسبه بسبب انطباعه الخاطئ عنه. لذلك ينبغي على كل فرد منا التفكر في العوامل والطرق التي أدت لتكوين انطباعاته الأولية عن كل المجالات المتاحة له، وتقييم صحتها بالنسبة له، والتروي قبل تحديد مجال التعلم أو العمل حتى يُكوِّن انطباعات واقعية عنها ويتخذ قرارًا سليمًا وموفقًا بإذن الله.

 


المقال التالي

السلام الحقيقي

annuha.net/load/articles/lj15/4-1-0-52


مقالات رحلة التعلم

annuha.net/index/the_learning_journey/0-8


 

الفئة: مقالات Articles | أضاف: نهى
مشاهده: 1374 | تحميلات: 0 | الترتيب: 0.0/0
مجموع التعليقات: 0
الاسم Name *:
البريد الإلكتروني Email:
كود Security Code *:
طريقة الدخول
بحث Search
تصويت Vote
هل استفدت من موقعي؟ Have you benefited from my website?
مجموع الردود: 52
إحصائية Statistic

مجموع المتصلين الآن Online Total 1
زوار Guests 1
مستخدمين Users 0